للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنما عنى بالقتل ههنا التّبريح؛ فإنّ الذى يلزمه من الهجنة مع ذكر القتل يلزمه أيضا مع ذكر التّبريح.

ومما أخذ على امرىء القيس قوله «١» :

فللسّوط الهوب وللسّاق درّة ... وللزّجر منه وقع أخرج مهذب «٢»

فلو وصف أخسّ حمار وأضعفه ما زاد على ذلك.

والجيد قوله:

على سابح يعطيك قبل سؤاله ... أفانين جرى غير كزّ ولا وان «٣»

وما سمعنا أجود ولا أبلغ من قوله «أفانين جرى» .

وقول علقمة «٤» :

فأدركهنّ ثانيا من عنانه ... يمر كمرّ الرائح المتحلّب «٥»

فأدرك طريدته وهو ثان من عنانه ولم يضربه بسوط، ولم يمره بساق، ولم يزجره بصوت.

ومما يعاب قول الأعشى «٦» :

ويأمر لليحموم كلّ عشيّة ... بقتّ وتعليق فقد كان «٧» يسنق «٨»

يعنى باليحموم فرس الملك، يقول: إنه يأمر لفرسه كلّ عشية بقت وتعليق؛

<<  <   >  >>