للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيامَهُ في الرّكعتين الأُولَيينِ من الظهر قدرَ (ألم تنزيل السجدة)، وحزَرنا قيامَهُ في الأُخْرَيين قدرَ النصفِ من ذلكَ. . الحديث " (١٢٤)، رواه مسلم.

فأمّا القنوتُ، فقالَ اللهُ تعالى: " وقوموا لله قانِتين " (١٢٥)، فسّرهُ الشافعيّ بقنوتِ الفجرِ، ولهذا نصّ على أنّ الوسطى هي الفجرُ، وقد جاء فيه أحاديثُ كثيرةٌ فمنها: ما أخرجاهُ عن أنسٍ، قالَ: " قَنتَ النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شهراً يدعوا على أحياءَ من أحياءِ العَربِ، ثمّ تركهُ " (١٢٦).

قالَ أصحابُنا: أي ثمّ تركَ الدعاءَ، لا القنوتَ، لما روى الإمامُ أحمد عن أنسٍ، قال: " ما زالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يقنُتُ في الفجرِ حتّى فارقَ الدنيا " (١٢٧).

وأخرجَهُ الحاكمُ في " مُسْتَدْرَكِهِ وقالَ: إسنادٌ صحيحٌ رجالُه ثقاتٌ، وهذا الحديثُ يرويهِ أبو جعفرٍ الرازيُّ، وقد اختَلفَ فيهِ أئمةُ الجرحِ والتعديلِ، وهو في نفسه صدوقٌ، إلاّ أنّهُ سَيءُ الحفظِ، ولهُ أوهامٌ كثيرةٌ، كذا قالهُ أبو زُرعةَ الرازيُّ، وذكر الخطيبُ لهُ شواهدَ ومُتابعاتٍ عن أنسٍ، ولا تَصحُّ، وصنّفَ الحاكمُ أبو عبدِ اللهِ مُصَنَّفاً في ذلكَ، وفيهِ غَرائبُ، فمنها: أنهُ رواهُ عن حديثِ عليٍّ أيضاً وفيهِ رجلان مجهولانِ.

عن أبي هريرة، قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا رفعَ رأسَهُ من الركوعِ في صلاةِ الصبحِ في الركعةِ الثانيةِ يرفعُ يَديهِ فيدعو بهذا الدعاءِ: " اللهمَّ اهدني فيمن هَديتَ. . . إلى آخرِهِ "، رواهُ الحاكمُ في كتابهِ هذا، وفي إسنادهِ: عبد اللهِ بنُ سعيدٍ المقْبريُّ، وهو: ضعيفٌ جداً.

عن الحسنِ بنِ عليّ، قالَ: علَّمَني رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في قنوتِ الوترِ:


(١٢٤) رواه مسلم (١/ ٣٣٤).
(١٢٥) سورة (البقرة): ٢٣٨.
(١٢٦) رواه البخاري (٢/ ٤٥١)، ومسلم (١/ ٤٦٩)، وهذا لفظ مسلم، ورواه أيضاً أحمد (الفتح الرباني ٣/ ٢٩٨) بنفس هذا اللفظ.
(١٢٧) رواه أحمد (الفتح الرباني ٣/ ٣٠٢)، والدارقطني (٢/ ٣٩)، والبيهقي من طريقه (٢/ ٢٠١) وذكر قول الحاكم في توثيق رواته، وصحة سنده، وفي هذا نظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>