للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٦ - بابُ: الشّرِكَةِ

عن أبي هريرةَ رفَعهُ: " قالَ: إن اللهَ يقولُ: أنا ثالثُ الشَّريكينِ، ما لمْ يخُنْ أحدُهما صاحبَهُ، فإذا خانَ خرجتُ من بينهما " (١)، رواهُ أبو داودَ بإسنادٍ جيدٍ.

عن السّائبِ بنِ أبي السّائبِ: " أنهُ كانَ يُشارِكُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قبلَ الإسلامِ في التجارةِ، فلمّا كانَ يومَ الفتحِ جاءَهُ، فقالَ: مَرْحباً بأخي وَشريكي، كانَ لا يُداري، ولا يُماري - الحديث " (٢)، رواهُ أحمدُ، بهذا اللفظِ.

وعندَ أبي داودَ، وابنِ ماجة: أنَّ السائبَ هو القائلُ لرسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذلكَ عن أبي موسى، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " إن الأشعريين إذا أرمَلوا في الغَزْوِ أو قلَّ طعامُهم عليهم بالمدينةِ جَمعوا ما كانَ عندَهُم في الثوبِ الواحدِ ثم اقْتسموا بينَهم في إناءٍ واحدٍ بالسّوية، فهم منّي وأنا مِنهم " (٣)، أخرجاهُ.

يُؤْخَذُ منهُ صحّةُ الشّركةِ في غير الأثمان، وهو وَجهٌ حكاهُ المصنّفُ، وجوازُ ما يفعلُهُ كثيرٌ من المسافرين، وهي مسألةُ الهبةِ، واللهُ أعلمُ بالصوابِ.


(١) أبو داود (٢/ ٢٢٩).
(٢) أحمد (متن ٣/ ٣٢٥) وأبو داود (٢/ ٥٥٩) ابن ماجة (٢٢٨٧).
(٣) البخاري (١٣/ ٤٤) ومسلم (٧/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>