للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - بابُ: قتالِ أهلِ البَغْي

عن عَرْفجةَ بنِ شُريْحٍ، قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يقولُ: " إنهُ ستكونُ هناتٌ، وهناتٌ، فمنْ أرادَ أن يُفرِّقَ أمرَ هذه الأمّةِ وهي جميعٌ، فاضربوهُ بالسيفِ كائناً مَنْ كانَ " (١).

وفي لفظٍ: " فاقتلوهُ " (٢)، وفي لفظٍ: " مَنْ أتاكُمْ وأمرُكُمْ جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريدُ أنْ يشقَّ عَصاكُمْ، أو يُفرِّقَ جَماعتكُمْ، فاقتلوهُ " (٣)، رواهُ مسلمٌ بهذهِ الألفاظِ.

عن ابنِ عبّاسٍ عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قالَ: " مَنْ رأى من أميري شيئاً يكرهُهُ فلْيصبرْ عليهِ، فإنهُ منْ فارقَ الجماعةَ شِبْراً فماتَ، ماتَ مِيتةً جاهليةً " (٥)، رواهُ البخاريُّ، وهذا لفظهُ، ومسلمٌ.

قد عُلمَ بالتواترِ الضّروريِّ: أنَّ عليّاً ومعاويةَ لما كثرتْ بينَهما الحروبُ عَدلا إلى التحكيمِ في الخلافةِ، فأيُّهما اجتمعَتْ عليهِ الأمّةُ فهو الأميرُ على المسلمين عامّةً، ففوَّضَ عليٌّ إلى أبي موسى الأشْعريِّ، ومعاويةُ إلى عمرِو بنِ العاصِ، وكانَ مِن أمرهما ما هوَ مسبوطٌ في الصِّحاحِ، والمَغازي، والسِّير والتواريخِ، فلما حَكَّما في الخلافةِ خرجتِ الخوارجُ من جيشِ عليٍّ، وكفّروهُ، وكفّروا معاوية، قالوا: حكّمتُما في دينِ اللهِ الرّجال، ولا حُكمَ إلا لله، ثمَّ لما تفاقَم أمرُهُمْ، واشتدّتْ شَوْكتُهم بعثَ إليهم عليٌّ عبدَاللهِ بنَ عبّاسٍ فناظَرهُم في ذلكَ، فرجعَ منهم نحوٌ مِن أربعةِ آلافٍ وفاؤوا إلى


(١) مسلم (٦/ ٢٢).
(٢) مسلم (٦/ ٢٣).
(٣) مسلم (٦/ ٢٣).
(٤) البخاري (٢٤/ ٢٢٤) ومسلم (٦/ ٢١).
(٥) البخاري (٢٤/ ١٧٨) ومسلم (٦/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>