للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأَبي داودَ: " لَمْ يَنجُسْ " (٢١)، قال البيهقي: إسْنادُهُ صحيحٌ، وفي روايةٍ لأَحمدَ، وابنِ ماجَةَ: " إذا كانَ الماءُ قدَرَ قُلّتين، أو ثَلاثٍ، لَمْ يُنجِّسْهُ شيءٌ " (٢٢)، وهذا الحديثُ، فيهِ اخْتِلافٌ كبيرٌ في سَنَدِهِ ورَفْعِهِ، ووَقْفِهِ، وإرْسالِهِ، ومَتْنِهِ، لا يحتملُ هذا المُخْتَصرُ بَسْطَهُ وقدْ حُرِّرَ في أَصْلِهِ، والله أعلمُ.

- وقد رواهُ ابنُ جُرَيجٍ مُرْسَلاً، وقالَ فيهِ: " قِلال هجر " (٢٣)، ووقعَ في روايةِ جابر، قال: قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " إذا بلغَ الماءُ أربعين قلّةً، فإنّهُ لا يحملُ الخبَثَ " (٢٤)، أَورَدَهُ ابنُ عَديِّ من روايةِ القاسم بن عبدِ اللهِ العُمَريِّ، وهو: مَتْروكُ الحديثِ بمرّةٍ عندَ الأئمة، وقال أحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ معينٍ: كذّاب، معَ أنهُ قد خولفَ في سندِهِ.

- عن أبي أُمامَةَ البَاهِليِّ عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قالَ: " إنَّ الماءَ لا يُنجِّسُهُ شيءٌ إلا ما غَلبَ على ريحِهِ، وطَعْمِهِ، ولونِهِ " (٢٥)، رواه ابنُ ماجةَ، واللفظُ لهُ، والدارَقطنيُّ، ولفظُهُ: " إلا ما غَيَّرَ ريحَهُ، أو طعمَهُ ".

- قال الشافعيُّ: هذا الحديثُ لا يُثْبتُ أهلُ الحديثِ مثلَهُ، ولكنهُ قولُ العامِّةِ، لا أَعلمُ بينَهم خلافاً، وقال أبو حاتمٍ الرّازيُّ: الصحيحُ أنَّ هذا الحديث: مُرْسَلٌ، وقال الدارَقُطنيُّ: لَمْ يرْفعْهُ غيرُ رِشدْين بن سعدٍ، عن معاوية بنِ صالحٍ، عن راشدٍ بنِ سَعدٍ، عن أبي أُمامةَ، وقد رُويَ مُرْسَلاً عن راشدٍ، وموقوفاً عليهِ، ثمَّ رواه الدارَقُطنيُّ مِن حديثِ رِشْدين عن معاويةَ، عن راشدِ، عن ثوبانَ، فمدارُ الحديث على رِشْدين بنِ سَعدٍ المِصْريِّ، وكانَ رجلاً صالحاً إلا أنهُ قد ضعّفَهُ ابنُ معينٍ، والفَلاّسُ، والجوزجانيُّ، وأبو زْرْعةَ، وأبو حاتمٍ الرّازِيّانِ، وغيرُ واحدٍ من الأئمّةِ، وقال أحمد: صالحُ الحديثِ.


(٢١) رواه أبو داود بهذا اللفظ (١/ ١٦).
(٢٢) رواه أحمد بهذا اللفظ (٢/ ٢٣) المسند، وابن ماجة (١/ ١٧٢).
(٢٣) رواية ابن جريج المرسلة عند البيهقي (١/ ٢٦٣) الكبرى.
(٢٤) رواية ابن عدي أخرجها البيهقي من طريقه في الكبرى (١/ ٢٦٢) وذكر تضعيف الأئمة له ومخالفة غيره له.
(٢٥) رواه ابن ماجة (١/ ١٧٤)، والدارقطني (١/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>