للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحمد، وأبو داود، والنسائيُّ، والترمِذِيُّ وهذا لفظُهُ، وقالَ: حسَنٌ صحيحٌ.

وعنها، قالَتْ: سألْتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عن الجَدْرِ، أمنَ البيتِ هوَ؟ قالَ: نَعَمْ (٣٨)، أخرجاهُ.

قالَ عليهِ السلامُ: " إنّما الأعمالُ بالنّيّةِ " (٣٩).

عن ابنِ عمرَ، قالَ: قدِمَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فطافَ بالبيتِ سَبْعاً، وصلّى خلفَ المقامِ ركْعتينِ، ثمَّ خرجَ إلى الصَّفا، وقد قالَ اللهُ تعالى: " كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حسَنَةٌ " (٤٠)، أخرجاهُ.

حُجّةُ القولِ بوجوبِ ركْعتين الطّوافِ من هذا الحديثِ قولُهُ، معَ قولِهِ: " لِتأْخذوا مناسِكَكُمْ ".

عن جعفرِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحُسَين بنِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ عن أبيهِ عن جابرٍ في حديثِهِ الطّويلِ الذي ساقَهُ مسلمٌ بتمامِهِ: أنّهُ قالَ فيهِ: ثمَّ تقدّمَ إلى مقام إبراهيمَ فقرأ: " واتّخِذُوا منْ مَقامِ إبراهيمَ مُصَلّى " فجعلَ الحِجْرَ بينَهُ وبينَ البيتِ، وكانَ أبي يقولُ: ولا أعلمُهُ ذكرَهُ إلاَّ عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، كانَ يقرأُ في الرّكْعتينِ: " قُلْ هوَ اللهُ أحدٌ "، و" قُل يا أيُّها الكافِرونَ "، ثُمَّ رجعَ إلى الرُّكْنِ فاسْتَلَمَهُ، ثمَّ خرَجَ من البابِ إلى الصَّفا، فلما دَنا من الصَّفا، قرأ: " إنَّ الصّفا والمَروةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ "، إبْدؤوا بما بَدأ اللهُ بهِ، فَبَدَأ بالصَّفا، فرَقِيَ عليهِ حتّى رأى البيتَ، فاسْتقْبلَ القِبْلَةَ فوحَّدَ اللهَ، وكبَّرَهُ، وقالَ: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، أنجزَ وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهزَمَ الأحزابَ وحدَهُ، ثمَّ دعا بينَ ذلكَ وقالَ مِثلَ هذا ثلاثَ مرّاتٍ، ثمَّ نزلَ إلى المَرْوةِ حتى انْصبَّتْ قدَماهُ في بطنِ الوادِي، حتّى إذا صعدَها مَشى حتّى أتى المَرْوَةَ، ففعَلَ على المَرْوَةِ كَما فعَلَ على الصَّفا، حتى كانَ آخرُ طَوافِهِ على المَرْوةِ " (٤١).


(٣٨) رواه البخاري (٩/ ٢١٨) ومسلم (٤/ ١٠٠).
(٣٩) تقدم.
(٤٠) رواه البخاري (٩/ ٢٧٠) ومسلم (١/ ٥٢١)، هكذا بالأصل قوله.
(٤١) رواه مسلم (٤/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>