للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أُسامةَ بنِ زَيْدٍ: " أنّهُ سُئِلَ كيفَ كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسيرُ في حَجّةِ الوَداعِ حينَ دفَعَ؟ قالَ: " كانَ يَسيرُ العَنَقَ، فإذا وجَدَ فَجْوةً نَصَّ " (٤٩)، أخرجاهُ.

العَنَقُ: البِساطُ السَّير، والنَّصُّ: فوقَ ذلكَ.

قال جابرٌ: حتّى أتى بَطْنَ مُحَسِّرٍ فحرَّكَ قليلاً ثمَّ سلَكَ الطريقَ الوُسْطى التي تخرجُ على الجَمْرةِ الكُبْرى، حتّى أتى الجَمْرةَ التي عندَ الشّجرَةِ، فرمَاها بسبْعِ حصَياتٍ، يُكَبِّرُ معَ كلِّ حَصاةٍ منها مثل حَصى الخَذْفِ، رَمى من بَطْنِ الوادِي (٥٠)، رواهُ مُسلمٌ.

وعنهُ، قالَ: رأيتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَرمي على راحِلَتِهِ يومَ النحرِ، يقولُ: " لتَأْخذوا مَناسِكَكُم، فإنّي لا أدري لعَلّي لا أحُجُّ بعدَ حَجَّتي هذهِ " (٥١).

عن الفَضْلِ بنِ عبّاسٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لمْ يزَلْ يُلبّي حتّى رَمى جَمْرةَ العَقَبةِ " (٥٢)، أخرجاهُ.

عن عائشةَ، قالَتْ: " أرسلَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بأُمِّ سَلَمَةَ ليلةَ النّحرِ، فرمَتِ الجَمْرةَ قبلَ الفجرِ، ثمَّ مَضَتْ فأفاضتْ، وكانَ ذلكَ اليومُ، اليومَ الذي يكونُ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَعني - عندَها " (٥٣)، رواهُ أبو داود، بإسْنادٍ: جيِّدٍ.

لكنْ رواهُ الشافعيُّ مُرْسَلاً.

ورواهُ جماعةٌ من الكبارِ عن هشامِ بنِ عُرْوةَ عن أبيهِ عن زينبَ بنتِ أُمِّ سَلَمةَ عن أُمِّها بنحوِهِ، ولعلَّ هذا غيرُ قادحٍ، إذ قدْ يكونُ عن هشامٍ عن أبيهِ من الطّريقينِ، فيُستَدَلُّ بهِ على صحّةِ الرّمي بعدَ نصفِ اللّيلِ من ليلةِ النّحرِ، وإن كانَ الأوْلى أنْ يكونَ


= ووحّده، بالأصل: [ووحّده، والصواب: ووجهه]، كما في صحيح مسلم وغيره.
(٤٩) رواه البخاري (١٠/ ٦) ومسلم (٤/ ٧٤).
(٥٠) رواه مسلم (٤/ ٤٢)، قلت: سقط من لفظه: كلمة " مثل " وقد أثبتناها لثبوتها في مسلم.
(٥١) رواه مسلم (٤/ ٧٩).
(٥٢) رواه البخاري (١٠/ ٨) ومسلم (٤/ ٧١).
(٥٣) رواه أبو داود (١/ ٤٥٠) قلت: هكذا أقحم الناسخ في الأصل سند الحديث معلقاً في غير محله، ولو قدمه قبل كلمة عائشة لاستقام الكلام فيكون معلقاً عن هشام وهذا سهو غريب والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>