للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يَتَوضّؤون (٥).

وعن ابنِ عبّاسٍ: أَنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قالَ: " ليسَ على مَنْ نامَ ساجداً وضوءٌ حتّى يَضْطَجِعَ، فإنّهُ إذا اضْطَجَعَ اسْتَرخَتْ مَفاصِلُهُ " (٦)، رواهُ أَحمدُ، وهذ لَفْظُهُ، وأَبو داود ولفْظُهُ: " إنّما الوضوءُ على مَنْ نامَ مُضْطَجعاً، فإنّهُ إذا اضطَجعَ اسْتَرختْ مَفاصلُهُ "، والترمِذِيُّ بنحوهِ، وهو حديثٌ مَعلولٌ يَرويهِ أَبو خالدٍ الدّالانيُّ، واسمُهُ يَزيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن قَتادةَ، عن أَبي العالِيَةِ، عن ابنِ عبّاسٍ، وأَبو خالدٍ يُضعَّفُ في الحَديثِ، وقالَ شُعْبةُ: لم يَسمعْ قَتادةُ من أَبي العاليةِ إلا أَربعةَ أحاديثَ ليسَ هذا مِنها، وقالَ الترمِذِيُّ: قَدْ رَواهُ سعيدُ بن أَبي عَروبةَ، عن قَتادةَ، عن ابنِ عبّاسٍ قَوْلَهُ لَم يَذكُرْ أَبا العاليةِ، ولَمْ يَرْفَعْهُ. قلتُ: وقدْ ضعَّفَ هذا الحديثَ أَحمدُ، والبخاريُّ، وأَبو داود، وإبراهيمُ الحَربيُّ، والدّارَقُطْنيُّ، وقالَ البَيْهقِيُّ: أنكرَهُ على أَبي خالِدٍ جميعُ الحُفّاظِ، وأَنْكَروا سَماعَهُ من قَتادَةَ، كذا قالَ، وقد نقَلَ إمامُ الحَرمينِ في الأَساليبِ، والنَّواويُّ إجْماعَ المُحدِّثينَ على ضَعْفِهِ، فأَمّا مسألةُ مُلامَسةِ النّساءِ، فقدْ قالَ الله سبحانَهُ: " أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ "، وقُرئَ: (لَمسْتُمْ)، وقالَ أَهلُ اللغَةِ: يُطلَقُ على اللمْسِ باليدِ، وعَلى الجِماعِ، وكذلكَ هو مُسْتَعْمَلٌ في الشّرعِ، قالَ اللهُ: " فَلَمَسوهُ بِأَيْدِيهِمْ "، وقال عَليهِ السلامُ لماعِزٍ: " لَعَلَّكَ قَبّلتَ أَو لَمسْتَ " (٧). ونَهى عن بيعِ المُلامَسةِ، وقالَتْ عائشةُ: " قَلَّ يومٌ إلا ورسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَطوفُ عَلَيْنا فَيُقَبِّلُ ويَلْمَسُ " (٨)، والمرادُ بهذا كلِّهِ: الجسُّ باليدِ.

وقدْ جاءَ حديثٌ حسَنٌ في مثلِ ذلكَ مِن روايةِ عبدِ الرحمن بنِ أَبي لَيلى عن


(٥) أبو داود (٢٠٠).
(٦) أحمد (الفتح الرباني ٢/ ٨١، ٨٢)، وأبو داود (٢٠٢)، والترمذي (٧٧)، والدارقطني (١/ ١٨٩)، بهامش الأصل مقابل كلمة كلمة معلول كلمة بحروف صغيرة جدا لعلها تقرأ (بالسرقة) فيكون الكلام هكذا: معلول بالسرقة يرويه أبو خالد الدالاني، ولا أجزم بذلك والله أعلم.
(٧) رواه البخاري (٧/ ٢٠٨).
(٨) رواه البيهقي في الكبرى (٧/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>