للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - موقف هشام بن عبد الملك وقد تقدم خبره مع غيلان والجعد والجهم.

وكل من يتأمل في التاريخ يجد أن لبني أمية الأوائل أياد بيضاء في هذا الجانب، وإن كان لبعضهم هنات وزلات في جوانب أخرى، والتاريخ يشهد لهم أن راية السنة وعلماء السنة هم السادة في ذلك العصر، ولكل زمان دولة ورجال.

أما أواخر خلفاء بني أمية فقد كان بعضهم موالياً لأهل البدع بل يقول بقولهم ومن أولئك:

١ - يزيد بن الوليد -يزيد الثاني-والذي يلقب بيزيد الناقص وقد تولى الخلافة سنة ١٢٦ هـ وكان قدرياً حتى أنه ولى على العراق منصور بن جمهور وكان يدين بمذهب الغيلانية القدرية (١)

قال ابن الأثير: (ولم يكن منصور من أهل الدين، وإنما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانية.) (٢)

وقال الشافعي: (لما ولى يزيد بن الوليد، دعا الناس إلى القدر، وحملهم عليه، وقرب أصحاب غيلان) (٣) لكن خلافة يزيد لم تزد على ستة أشهر.

٢ - مروان بن محمد الملقب بمروان الحمار، وكان آخر خلفاء بني أمية وتولى الخلافة من سنة ١٢٧ هـ إلى ١٣٢ هـ وقد تقدم أنه تعلم من الجعد ابن درهم مذهبه في القول بخلق القرآن، والقدر وغير ذلك. وكان يسمى بمروان الجعدي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت إدبارها) (٤)

وقال أيضاً: (وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بني أمية، وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة، فإنه إذا ظهرت البدع التي تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل، وانتصر لهم.) (٥)

(ولذلك كان الإيمان بالرسول والجهاد عن دينه سبباً لخير الدنيا والآخرة وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة). (٦)


(١) البداية ١٠/ ١٤، شذرات الذهب ١/ ١٦٧، تاريخ ابن خلدون ٣/ ١٠٩، ١١٢.
(٢) الكامل ٥/ ٢٩٥.
(٣) مجموع الفتاوى ١٣/ ١٨٢.
(٤) مجموع الفتاوى ١٣/ ١٨٢.
(٥) مجموع الفتاوى ١٣/ ١٧٧.
(٦) مجموع الفتاوى ١٣/ ١١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>