للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قال الإمام أحمد: وكان يقال إنه [أي الجعد] من أهل حران، وعنه أخذ الجهم بن صفوان مذهب نفاة الصفات وكان بحران أئمة هؤلاء الصابئة الفلاسفة، بقايا أهل هذا الدين أهل الشرك ونفي الصفات والأفعال ولهم مصنفات في دعوة الكواكب) (١)

• بدء ظهور مقالة الجعد

تشير بعض المصادر إلى أن الجعد كان في بدء أمره يسكن الجزيرة الفراتية (٢) من أرض العراق وفيها بدء نشر فكره الضال المنحرف.

قال السمعاني: (الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة وقع إلى الجزيرة وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي بها إذ ذاك مروان بن محمد) (٣)

وقال ابن الأثير: (مذهب الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة، صار إلى الجزيرة، وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي حينئذ مروان بن محمد الحمار وإليه ينسب مروان فيقال الجعدي) (٤)

وقال الزبيدي: (الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة صاحب رأي أخذ به جماعة بالجزيرة) (٥)

ومن أشهر من تأثر بفكر الجعد في هذه الفترة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ولهذا يقال له مروان الجعدي، فنسب إليه إذ أن الجعد هو شيخه وأستاذه (٦) فالجعد كان مؤدباً لمروان بن محمد في الفترة التي كان فيها مروان والياً لهشام بن عبد الملك على الجزيرة من أرض العراق فتعلم مروان من الجعد مذهبه في القول بخلق القرآن، والقدر وغير ذلك، وكان الناس يذمون مروان لنسبته إليه (٧) وقيل: إنه كان مؤدبا له في صغره (٨) فقد كان مولد مروان بالجزيرة في سنة اثنتين وسبعين للهجرة (٩) وذكر أنه كان مؤدباً له ولولده. (١٠)

وبسبب مروان بن محمد انتشر فكر الجعد في الجزيرة الفراتية قال ابن القيم:


(١) درء تعارض العقل والنقل ١/ ٣١٣
(٢) الأعلام ٢/ ١٢٠
(٣) الأنساب للسمعاني ٣/ ٢٦٥
(٤) اللباب ١/ ٢٣٠
(٥) تاج العروس ٢/ ٣٢١
(٦) البداية ٩/ ٣٥٠ و ١٠/ ١٩ ومختصر تاريخ دمشق ٦/ ٥٠
(٧) الكامل ٥/ ١٦٠. تاج العروس ٢/ ٣٢١
(٨) الأعلام ٢/ ١٢٠
(٩) سير أعلام النبلاء ٦/ ٧٤
(١٠) الفهرست ص ٤٠١

<<  <  ج: ص:  >  >>