للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دلالة واضحة بأنه لم يكن يهتم بنصوص الكتاب والسنة، ولا يعطي لهما وزنة، بل جميع هذه الأقوال مبنية على أصول فاسدة وأقوال مستوردة.

فشأن جهم كشأن من بعده من أرباب الكلام المتبعين له، «ومعلوم أن أئمة الجهمية النفاة والمعتزلة وأمثالهم من أبعد الناس عن العلم بمعاني القرآن والأخبار وأقوال السلف، وتجد أئمتهم من أبعد الناس عن الاستدلال بالكتاب والسنة.

وإنما عمدتهم في الشرعيات على ما يظنونه إجماعا، مع كثرة خطئهم فيما يظنونه إجماعاً، وليس بإجماع. وعمدتهم في أصول الدين على ما يظنونه عقليات، وهي جهليات» (١).

فخلاصة القول إن الجهم كان يدعو لأمور منها:

١ - إنكار الأسماء والصفات.

فالجهم بن صفوان أنكر الأسماء والصفات.

٢ - قوله بأن الإيمان هو المعرفة.

فقد كان في مسائل الإيمان على الإرجاء يقول: "إن الإيمان هو مجرد المعرفة" (٢).

٣ - القول بفناء الجنة والنار.

كذلك كان يدعو للقول بفناء الجنة والنار معًا.

٤ - القول بالجبر في باب القدر.

فقد كان كذلك جبريًا في باب القدر، يقول: "إن العبد مجبور" (٣).

والمعتزلة كانوا في الصفِّ المقابل إذ ذاك لأنهم يقولون بمقالة القدرية، أي إنكار قدرة الله ، وأما الجهم فهو ينكر قدرة العبد ويقول: إن العبد مجبور على فعله، والناس في القدر ثلاثة: إما أن يكونوا قدرية، أو جبرية، أو أهل السنة والجماعة.

فالجبرية الذين ينكرون قدرة العبد ويقولون: إن العبد مجبور على فعله وهذا قول الجهمية، أتباع جهم.

والقدرية الذين يقولون: إن الله ليس له قدرة ولا تصرُّف في فعل العبد وإنما


(١) من كلام شيخ الإسلام في درء التعارض (٧/ ٢٩).
(٢) انظر كتاب سير اعلام النبلاء الجزء السادس، صفحة (٢٧).
(٣) انظر كتاب الملل والنحل الجزء الأول، صفحة (٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>