للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٥٦) "وَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي نَفْسِهِ الْمُقَدَّسَةِ الْمَذْكُورَةِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ".

«وَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»، دخل المصنف إلى نقطةٍ أخرى من أسس أهل السُنَّة وهي: أن أهل السُنَّة مع إثبات تلك الصفات يعتقدون اعتقاداً جازماً أن الله تعالى لا يماثله في ذلك أحدٌ من خلقه، وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله.

وهذا الأساس الثاني من الأسس الثلاثة التي قام عليها معتقد السلف في باب الأسماء والصفات وهو: تنزيه الله جل وعلا أن يماثل شيء من صفاته شيئا من صفات المخلوقين.

توضيحه يكون وفق ما يلي:

أولاً: الأدلة الشرعية الواردة في تنزيه، الله عن مشابهة المخلوقين:

ا-قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (١)

٢ - وقال تعالى: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾ (٢).

٣ - وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ (٣).

٤ - وقال تعالى: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ (٤).

٥ - وقال تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ (٥).

٦ - وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (٦).

٧ - وقال تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ (٧).

وجه دلالة الآيات:

ا-قوله ﷿: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾: دليل على أن الله منزه عن أن يكون له مثل في شيء مما يوصف به من صفات كماله (٨).


(١) الآية ١١ من سورة الشورى
(٢) الآية ٧٤ من سورة النحل
(٣) لآية ٦٠ من سورة النحل
(٤) الآية ٢٧ من سورة الروم
(٥) الآية ٦٥ من سورة مريم
(٦) الآية ١ من سورة الإخلاص
(٧) الآية ٤ من سورة الإخلاص
(٨) مجموع الفتاوى ١٦/ ٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>