للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١١٥) وعن الأصمعي قال: «قدمت امرأة جهم فنزلت الدبَّاغين (١)، فقال رجل عندها: الله على عرشه. فقالت: محدود على محدود! وقال الأصمعي: كافرة بهذه المقالة» (٢).

مما ذكر في أخبار امرأة جهم ما جاء في بعض المصادر أن جهما كانت له زوجة تدعو إلى القول بخلق القرآن، اسمها زهرة، كما ترك ولداً نهج نهجه وكان من الدعاة إلى خلق القرآن، وهو محمد بن الجهم بن صفوان.

قال أبو إسماعيل الهروي: إن جهما كان يدعو إليه (يعني القول بخلق القرآن) الرجال، وامرأته زهرة تدعو إليه النساء، حتى استهويا خلقا من خلق الله كثيراً» (٣).

وعن مكي بن إبراهيم أنه قال: «دخلت امرأة جهم على امرأتي أم إبراهيم -وكانت امرأة ديدانية تبدو أسنانها-فقالت: يا أم إبراهيم! إن زوجك هذا الذي يحدث عن العرش، العرش، من نجره؟ فقالت لها: نجره الذي نجر أسنانك هذه!! (٤).

فقول امرأة جهم: محدود على محدود، إنكار منها لاستواء الله على عرشه، وتريد أن تثير شبهة أنه يلزم من إثبات الاستواء أن يكون الله محدودًا على العرش المحدود.

فقال الأصمعي: هي كافرة بهذه المقالة؛ التي لازمها إنكار صفة العلو.

وقولها: «محدود على محدود»: فالحد من الألفاظ المجملة التي لم تَرد في


(١) نِسبة إلى دباغة الجلود، ولعله مكان عُرف بهم.
(٢) أورده ابن تيمية في الفتاوى (٥/ ٥٣). وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٢٢٥) وعزاه لابن أبي حاتم. وذكره الذهبي في «العلو» (ص ١١٨)، وفي «الأربعين» (ص ٨١)، وقد أنكر الأصمعي على هذه المرأة بسبب نفيها للاستواء؛ فكأنها تقول: إن من قال: إن الله على العرش فقد وصفه بأنه محدود.
(٣) ذم الكلام وأهله (٥/ ١٢٠).
(٤) الرد على الجهمية لابن بطة (٣/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>