للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القول هو اختيار ابن جرير الطبري (١) وابن الجوزي (٢) وهو ما يفهم في الظاهر من قول من صنف في الأوائل كابن أبي عروبة الحراني، وأبو القاسم الطبراني (٣).

والدليل على هذا القول حديث عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب ماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة … " الحديث (٤).

قال ابن جرير عند تخريج هذا القول: "وقول رسول الله الذي رويناه عنه أولى قول في ذلك بالصواب لأنه كان أعلم قائل في ذلك قولاً بحقيقته وصحته من غير استثناء منه شيئاً من الأشياء أنه تقدم خلق الله إياه خلق القلم، بل عم بقوله : "إن أول شيء خلقه الله القلم"، كل شيء وأن القلم مخلوق قبله من غير استثنائه من ذلك عرشاً ولا ماء ولا شيئاً غير ذلك" (٥).

القول الثاني:

إن الماء أول المخلوقات، وإنه مخلوق قبل العرش.

وهذا القول ذكره ابن جرير ونقله عنه ابن كثير (٦)، وذكره أيضاً ابن حجر (٧)، واستدل له بما رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعاً "إن الماء خلق قبل العرش".

وقال ابن حجر: "وروى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة "أن الله لم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء" ".

القول الثالث:

أن أول شيء خلقه الله ﷿ من خلقه النور والظلمة.

وهذا القول ذكره ابن جرير وعزاه إلى ابن إسحاق (٨).

القول الرابع:

أن العرش هو أول المخلوقات.

وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية (٩)، وابن القيم (١٠)، وابن كثير (١١)،


(١) تاريخ الطبري (١/ ٣٦).
(٢) البداية والنهاية (١/ ٨).
(٣) توضيح المقاصد وتصحيح القواعد.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٥/ ٣١٧). وأبو داود في سننه (٥/ ٧٦، رقم ٤٧٠٠). الترمذي في سننه (٥/ ٤٢٤، رقم ٣٣١٩).
(٥) تاريخ الطبري (١/ ٣٥، ٣٦).
(٦) البداية والنهاية (١/ ٩).
(٧) فتح الباري (٦/ ٢٨٩).
(٨) تاريخ الطبري (١/ ٣٣).
(٩) مجموع الفتاوى (١٨/ ٢١٣).
(١٠) اجتماع الجيوش الإسلامية (٢٥٣ - ٢٥٤). وانظر مختصر الصواعق المرسلة (٢/ ٣٢٣).
(١١) البداية والنهاية (١/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>