للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فمما تقدم تقرر أن لعرش الله حملة من الملائكة يحملونه بقدرة الله، وقد أخبرنا الله تعالى أنهم يوم القيامة ثمانية، ولكن اختلف في هؤلاء الثمانية هل هم ثمانية أملاك أم ثمانية أصناف أم صفوف وهل هم اليوم ثمانية أم أقل على عدة أقوال:

القول الأول:

إن المراد بالثمانية: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله، و هذا القول مروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ قال: "ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله" (١).

وهو أيضاً مروي عن سعيد بن جبير (٢)، والشعبي وعكرمة

والضحاك وابن جرير (٣).

القول الثاني:

إن المراد بالثمانية: أنهم ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة، وهذا القول مروي عن ابن عباس (٤)، وقال به مقاتل (٥)، والكلبي (٦).

القول الثالث:

إن حملة العرش هم اليوم ويوم القيامة ثمانية من الملائكة.

ويستدل لهذا القول بحديث العباس بن عبد المطلب الذي جاء فيه: "ثم فوق ذلك ثمانية أملاك أوعال ما بين أظلافهم إلى ركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ظهورهم العرش".

الحديث يدل على أن حملة العرش هم اليوم ثمانية.

وروي عن العباس بن عبد المطلب في قوله تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ


(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٩/ ٥٨). وأورده الذهبي في العلو (ص ٨٨).
وأورده ابن كثير في تفسيره (٤/ ٤١٤). جميعهم من طريق الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس بمثله. وأورده السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٢٦١)، وفي الحبائك (ص ٥٠)، عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طرق بمثله.
(٢) أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (ص ١٦٦) بسنده من طريق عبد الأعلى بن حماد عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير مثله.
وأورده الذهبي في العلو (ص ٨٨) عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير مثله.
وأورده ابن كثير في تفسيره (٤/ ٢١٤) من طريق ابن أبي حاتم بسنده عن جرير عن أشعث عن جعفر بن سعيد بن جبير بمثله مقطوعاً، وإسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات سوى جعفر بن أبي المغيرة فإنه صدوق يهم.
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٤١٤).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (ح ٢٧).
(٥) زاد المسير (٨/ ٣٥١).
(٦) فتح القدير (٥/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>