للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وذكر حديث أبي رَزِين العقيلي؛ قلت: يا رسول الله، أين كان ربُّنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: «في عَمَاء، ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء» (١).

قال محمدٌ (٢): العَماء: السحاب الكثيف المُطبق؛ فيما ذكره الخليل»، وذكر آثارًا أُخَر،

اختلف في لفظة "عما" من حيث الشكل ومن حيث المعنى المراد بها.

القول الأول: فالأصمعي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والأزهري وغيرهم يرون أن لفظة "عما" هي من حيث الشكل بالمد، وليست بالقصر، وأن معناها المراد في الحديث السحاب الأبيض، لأنه هذا هو معنى الكلمة في كلام العرب المنقول عنهم. ومما يشهد لذلك قول الحارث بن حلزة اليشكري:

وكأن المنون تردى بنا … أعصم ينجاب عنه العما

ومعنى البيت: أن الشاعر يقول هو في ارتفاعه، قد بلغ السحاب ينشق عنه،


(١) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب التفسير، باب سورة هود (٥/ ٢٨٨، رقم ٣١٠٩). والإمام أحمد في مسنده (٤/ ١١ - ١٢). وابن أبي شيبة في العرش (ح ٧). وابن ماجه في سننه، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (١/ ٦٤). وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٧١). وابن جرير الطبري في تفسيره (١٢/ ٤) وفي تاريخه (١/ ١٩). والحكيم الترمذي في الرد على المعطلة (ق ١٠٦/ أ). وأبو الشيخ في كتاب العظمة (١/ ٣٦٣ - ٣٦٤، ح ٨٣) ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الجهمية، ٣/ ١٦٨، ح ١٢٥). وابن أبي زمنين في أصول السنة (ص ٨٩، ح ٣١). والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٢٣٥ - ٢٣٦، ح ٨٠١ و ٢/ ٣٠٣، ح ٨٦٤). قال الترمذي: حديث حسن. وقال الذهبي في العلو (ص ١٩) إسناده حسن. وقال في كتاب العرش ٢/ ٢٧ "وهذا حديث حسن رواه الترمذي وغيره. "
وقال الألباني «تخريج كتاب السنة لابن أبي عاصم» (١/ ٢٧٢): "في تصحيحه نظر، فإن مداره على وكيع بن عدس ويقال حدس، وهو مجهول، لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء، ولا وثقه غير ابن حبان".
(٢) هو ابن أبي زَمَنِين.

<<  <  ج: ص:  >  >>