للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: «باب الإيمان بالكرسي.

قال محمد بن عبد الله (١): ومِن قول أهل السُّنَّة: أنَّ الكرسي بين يدي العرش، وأنه مَوضع القدمين.

ثم ذكر حديث أنس الذي فيه التجلي يوم الجمعة في الآخرة، وفيه «فإذا كان يوم الجمعة هبط من عِلِّيين على كرسيه، ثم يَحف بالكرسي منابر من ذهب مُكَلَّلة بالجواهر (٢)، ثم يَجيء النبيون فيجلسون عليها» (٣).

وذكر ما ذكره يحيى بن سلام صاحب التفسير المَشهور (٤): حدثني المعلى بن هلال، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، قال: «إنَّ الكرسي الذي وَسِع السماوات والأرض لموضع القدمين، ولا يَعلم قَدْرَ العرش إلا الَّذي خَلَقَه» (٥).

وذكر حديث أسد بن موسى، حدثنا حمَّاد بن سَلَمة، عن عاصم (٦)، عن زِرٍّ (٧)،


(١) هو ابن أبي زَمَنِين.
(٢) محاطة ومحفوفة بها.
(٣) رواه ابن أبي زمنين في «أصول السنة» (ص ٩٦)، والشافعي في «الأم» (١/ ١٨٥)، وفي «مسنده» (ص ٧٠، ٧١)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٢/ ١٥٠، ١٥١)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب «العرش» (ص ٩٥)، وقد ذكر ابن تيمية روايات هذا الحديث وبعض طرقه، ثم قال: «فإذا كان الحديث قد روي من تلك الطريق-أي: من رواية ابن بطة، وهي من ضمن الطرق التي ذكرها-الجيدة، اندفع الحمل عليه». انظر: «مجموع الفتاوى» (٦/ ٤١١ - ٤١٦)، وقد صححه ابن القيم في «حادي الأرواح» (ص ٣١٣)، وقال: «هذا حديثٌ كبير عظيم الشأن؛ رواه أئمة السُّنَّة وتلقوه بالقبول، وجَمَّل به الشافعيُّ مسندَه».
(٤) كتاب «تفسير يحيى بن سلام»، لم يطبع حتى الآن. وقد اختصره ابن أبي زمنين، باسم «مختصر تفسير يحيى بن سلام».
(٥) رواه ابن أبي شيبة في «العرش» (ص ٧٩)، والدارمي في «النقض على المريسي» (١/ ٣٩٩، ٤٠٠)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (١/ ٣٠١)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (٢/ ١٩٦)، وذكره الذهبي في «العلو» (ص ٧٦)، وقال: «رواته ثقات»، وقال الألباني في «مختصر العلو» (ص ٤٥): «صحيح موقوف».
(٦) هو عاصم ابن بهدلة بن أبي النجود، أبو بكر الأسدي، مولاهم الكوفي، من القُرَّاء السبعة. توفي سنة سبع وعشرين ومائة. انظر: «وفيات الأعيان» (٣/ ٩)، و «معرفة القراء الكبار» (١/ ٨٨).
(٧) هو زر بن حبيش بن حباشة بن أوس، الكوفي، أبو مريم الأسدي، أدرك أيام الجاهلية، وحدث عن جمع من كبار الصحابة. كان من القراء، وقرأ على ابن مسعود وعلي . توفي سنة إحدى وثمانين، وقد تجاوز عمره المائة. انظر: «الطبقات الكبرى» (٦/ ١٠٤)، و «حلية الأولياء» (٤/ ١٨١)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>