للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد صنف أبو القاسم عبد الرحمن ابن أبي عبد الله بن محمد بن منده، مصنفاً في الإنكار على من قال لا يخلو منه العرش وسماه " الرد على من زعم أن الله في كل مكان، وعلى من زعم أن الله ليس له مكان، وعلى من تأول النزول على غير النزول" (١).

وقد لخص شيخ الإسلام جملة ما احتج به أبو القاسم ابن منده وبين أنه احتج بأحاديث النزول، وببعض أقوال السلف العامة كقولهم: (يفعل ما يشاء) وذكر بعض اعتراضاته على بعض النقول الواردة عن الأئمة (٢).

وأوضح شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لم ينقل على أحد من الأئمة المعروفين بالسنة بإسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه (٣).

وذكر أن كلام أبو القاسم بن منده من جنس كلام طائفة تظن أنه لا يمكن إلا أحد القولين:

١ قول من يقول: إنه ينزل نزولاً يخلو منه العرش.

٢ وقول من يقول: ما ثم نزول أصلاً، كقول من يقول: ليس له فعل يقوم بذاته واختياره.

وهاتان الطائفتان ليس عندهما نزول إلا النزول الذي يوصف به أجساد العباد الذي يقتضي تفريغ مكان وشغل آخر.

ثم منهم من ينفي النزول عنه، وينزهه عن مثل ذلك.

ومنهم من أثبت له نزولاً من هذا الجنس، يقتضي تفريغ مكان وشغل آخر (٤).

والقول بخلو العرش حال نزوله مرتبط (٥) بمسألة: هل يقال في النزول والإتيان والمجيء إنه بحركة وانتقال؟


(١) شرح حديث النزول (ص ١٦١ - ١٦٢).
(٢) شرح حديث النزول (ص ١٦١ - ٢٠١).
(٣) شرح حديث النزول (ص ٢٠١).
(٤) شرح حديث النزول (ص ٢٠١).
(٥) ربط شيخ الإسلام بين المسألتين في شرح حديث النزول (ص ٢١٠ - ٢١١)، وكذا ابن القيم كما في مختصر الصواعق (٢/ ٢٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>