للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد اختلف أصحاب الإمام أحمد وغيرهم من المنتسبين إلى السنة والحديث في المسألة على ثلاثة أقوال ذكرها القاضي أبو يعلى في كتاب "اختلاف الروايتين والوجهين" (١)، وهذه الأقوال هي:

١ أنه نزول انتقال وهو قول أبي عبد الله بن حامد.

٢ أنه نزول بغير انتقال وهو قول أبي الحسن التميمي وأهل بيته، وأن معناه: قدرته (٢).

٣ الإمساك عن القول في المسألة، وهو قول أبي عبد الله بن بطة (٣) وغيره. ثم هؤلاء فيهم من يقف عن إثبات اللفظ مع الموافقة على المعنى وهو قول كثير منهم، ومنهم من يمسك عن إثبات المعنى وعن اللفظ (٤).

والذي يخصنا من الأقوال الثلاثة قول ابن حامد الذي ذهب إلى أنه نزول انتقال وقال لأن هذا حقيقة النزول عند العرب، وهو نظير قوله في الاستواء بمعنى قعد.

قال القاضي أبو يعلى: "فذهب شيخنا أبو عبد الله-يعني ابن حامد-أنه نزول انتقال، وقال: لأن هذا حقيقة النزول عند العرب، وهذا نظير قوله في الاستواء، يعني قعد، وهذا على ظاهر حديث عبادة بن الصامت (٥)، ولأن أكثر ما في هذا أنه من صفات الحدث في حقنا، وهذا لا يوجب كونه في حقه محدثاً، كما الاستواء على العرش، هو موصوف به مع اختلافنا في صفته، وإن كان هذا الاستواء لم يكن موصوفاً به في القدم، وكذلك نقول تكلم بحرف وصوت، وإن كان هذا يوجب الحدث في صفاتنا، ولا يوجبه في حقه، كذلك النزول" (٦).


(١) قام الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف بتحقيق الجزء المتعلق بمسائل أصول الديانات من كتاب "الروايتين والوجهين"، وطبعته مكتبة أضواء السلف.
وانظر المسألة (ص ٥٢ - ٥٧) من الكتاب المذكور.
(٢) انظر الرد على هذا القول في مختصر الصواعق (٢/ ٢٥٩ - ٢٦٢).
(٣) قال ابن بطة: (فنقول كما قال: (ينزل ربنا ﷿ ولا نقول: إنه يزول، بل ينزل كيف يشاء، ولا نصف نزوله، ولا نحده، ولا نقول إن نزوله زواله).
انظر المختار من الإبانة (ص ٢٤٠).
(٤) شرح حديث النزول (ص ٢١٠ - ٢١١).
مختصر الصواعق (٢/ ٢٥٣ - ٢٥٤).
(٥) يعني بحديث عبادة بن الصامت الذي فيه "ثم يعلو على كرسيه".
(٦) كتاب اختلاف الروايتين والوجهين -مسائل من أصول الديانات- (ص ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>