يعني: كذلك لا ننفي ولا نُؤوِّل المجيء بمجيء الأمر.
فإذًا كل هذا في إثبات حقائق الصفات، وأنها ثابتة لله حقيقة ردًّا على المعتزلة الذين يقولون: سميع بلا سمع، عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، خالق بلا خلق. إلى آخر ما قالوه في نفي الصفات.
فهنا أثبت عمرو بن عثمان المكي هذه الصفات، وبَيَّن أنها ثابتة لله ﷿ حقيقة، كما يشاء ﷾، وكما أخبر الله ﷾ في كتابه وكما جاء على لسان رسوله ﷺ.
فينبغي على طالب العلم أن يَعتصم بهذه النصوص، وأن يُؤمن ويصدق بها، وأن يُغلق بابين من الشَّرِّ هما:(باب التعطيل، وباب التشبيه)؛ ليَسْلَم بذلك وينجو، ويبقى له باب معرفة الله تعالى صافيًا سليمًا نقيًّا من هذه الشوائب التي حاول هؤلاء إفساده بها، وذلك بإنكارهم لصفات الله ﷿، أو بتأويلها.
فحافظ عليها-أيها السني-حتى تحَفظ بابَ العلم بالله ﷿، وبالتالي يَسْلَم لك اعتقادك.
وقد أشار هنا إلى جملة من الصفات كالمجيء، والتجلي، والاستواء، والكلام، والقرب، ووراثة الخلق، والسمع، والبصر، واليدان، والخلق، والمشيئة، والبسط.
وأشار إلى أتصاف الله بهذه الصفات هو اتصاف حقيقي كما يليق بجلاله ﷾، وأنه لا تعارض بين نصوص العلو والقرب، وأن علوه سبحانه صفة ذاتية لا تنفك عن الذات.