للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«وكذلك لا يجوز إذا أخبر أن صفاتِه حَسَنة عُليا أن يُخبر بعد ذلك أنها دنية سفلى، فيصف نفسه بأنه جاهل ببعض الغيب بعد أن أخبر أنه عالم بالغيب، وأنه لا يبصر ما قد كان، ولا يسمع الأصوات، ولا قدرة له، ولا يتكلم، ولا الكلام كان منه، وأنه تحت الأرض ولا على العرش جل وعلا عن ذلك».

وصف الله نفسه في عدة آيات من كتابه العزيز بأن له الكمال الأعلى في ذاته وصفاته ومن تلك الآيات:

ا-قوله ﷿: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾: دليل على أن الله منزه عن أن يكون له مثل في شيء مما يوصف به من صفات كماله (١).

والآية: في تفسيرها وجهان:

الأول: أن يكون معناه: ليس هو كشيء، وأدخل "المثل "في الكلام توكيدًا للكلام.

والثاني: أن يكون معناها: ليس مثله شيء، فتكون "الكاف" هي المدخلة في الكلام توكيدًا (٢) وهذا وجه قوي حسن وهو الأظهر (٣).

وقد اتفق أهل السنة على أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله (٤).

٢ - وقوله تعالى: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾:

قال ابن جرير الطبري في تفسيرها: "فلا تمثلوا لله الأمثال، ولا تشبهوا له الأشباه، فإنه لا مثل ولا شبه" (٥).

وقال ابن كثير: "أي لا تجعلوا له أندادًا وأشباهًا وأمثالاً" (٦).


(١) مجموع الفتاوى ١٦/ ٩٨
(٢) تفسير الطبري ٢٥/ ١٢ - ١٣
(٣) شرح الطحاوية ص ١٤٦
(٤) شرح الطحاوية ص ٩٩
(٥) تفسير الطبري ١٤/ ١٤٨
(٦) تفسير ابن كثير ٢/ ٥٧٨

<<  <  ج: ص:  >  >>