للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«إلى أن قال: ونعتقد أن الله قبض قبضتين؛ فقال: «هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار» (١).

يذكر غير واحد من العلماء هذه المسألة بعينها في كتب الاعتقاد ومن هؤلاء الإمام الطحاوي حيث يقول: "وقد علم الله تَعَالَى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار، جملة واحدة، فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه، وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه" (٢).

قَالَ ابن أبي العز شارح العقيدة الطحاوية رحمه الله تعالى:

"قال الله تَعَالَى: «إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» [الأنفال: ٧٥] «وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً» [الأحزاب: ٤٠] فالله تَعَالَى موصوف بأنه بكل شيء عليم أزلا وأبداً، لم يتقدم علمه بالأشياء جهالة «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً» [مريم: ٦٤] وعن عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب قال: ﴿كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رَسُول الله فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس رأسه فجعل ينكت بمخصرته ثُمَّ قَالَ: ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنَّار وإلا قد كُتبت شقية أو سعيدة، قَالَ: فَقَالَ رجل: يا رَسُول الله أفلا نمكث عَلَى كتابنا وندع العمل؟ فقَالَ: من كَانَ من أهل السعادة فسيصير إِلَى عمل أهل السعادة، ومن كَانَ من أهل الشقاوة فسيصير


(١) هذا جزء من حديث؛ تمامه: «أن رسول الله تلا هذه الآية: (أصحاب اليمين)
(وأصحاب الشمال)؛ فقبض قبضتين، فقال: «هذه في الجنة ولا أُبالي، وهذه في النار ولا أبالي». أخرجه أحمد في «المسند» (٥/ ٢٣٩)، وفي رواية أخرى: «إن الله خلق آدم، وأخذ الخلق من ظهره، فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي»، وفي رواية أخرى: «إن الله خلق آدم، فمسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره بيده فاستخرج ذرية، فقال: خَلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون». أخرجه أحمد في «المسند» (٥/ ٦٨)، وأبو داود (١٦).
(٢) شرح العقيدة الطحاوية ١/ ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>