للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها، حتى يرضى عنها "١. وفي حديث الشفاعة، الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فأدخل على ربي تبارك وتعالى وهو على عرشه "، وذكر الحديث، وفي بعض ألفاظ البخاري: " فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه "٢ وصح عن أبي هريرة، بإسناد مسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله ملائكة سيارة، يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلس ذكر جلسوا معهم، فإذا تفرقوا صعدوا إلى ربهم "٣ وأصل الحديث في صحيح مسلم، ولفظه: " فإذا تفرقوا صعدوا إلى السماء، فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم، من أين جئتم؟ "٤ الحديث.

والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا، لا يتسع هذا الجواب لبسطها، وفيما ذكرنا كفاية لمن هداه الله، وألهمه رشده ; وأما من أراد الله فتنته، فلا حيلة فيه، بل لا تزيده كثرة الأدلة إلا حيرة وضلالا، كما قال تعالى: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً} [سورة المائدة آية: ٦٤] وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً} [سورة الإسراء آية: ٨٢] ، وقال جل ذكره: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ} [سورة البقرة آية: ٢٦] ، وقال تبارك وتعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً


١ مسلم: النكاح (١٧٣٦) .
٢ البخاري: التوحيد (٧٤١٠) , ومسلم: الإيمان (١٩٣) , وابن ماجه: الزهد (٤٣١٢) , وأحمد (٣/٢٤٤) .
٣ البخاري: الدعوات (٦٤٠٨) , ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٨٩) , والترمذي: الدعوات (٣٦٠٠) , وأحمد (٢/٢٥١ ,٢/٣٥٨ ,٢/٣٨٢) .
٤ مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٨٩) , وأحمد (٢/٣٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>