للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته". وقال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: علماء الصحابة الذين حمل عنهم التأويل، قالوا في تأويل قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [سورة المجادلة آية: ٧] الآية هو: على العرش وعلمه في كل مكان ; وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله.

وروى أبو بكر الخلال، في كتاب السنة، عن الأوزاعي، قال: سئل مكحول والزهري، عن تفسير الأحاديث، فقالا: "أمروها كما جاءت" ; وروي أيضا: عن الوليد بن مسلم، قال سألت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، عن الأخبار التي جاءت في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية، فقالوا: "أمروها كما جاءت بلا كيف".

فقولهم رضي الله عنهم: أمروها كما جاءت، رد على المعطلة، وقولهم: بلا كيف، رد على الممثلة؛ والزهري ومكحول، هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون، هم أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين ; فمالك إمام الحجاز، والأوزاعي إمام أهل الشام، والليث إمام أهل مصر، وسفيان الثوري إمام أهل العراق.

وقال الأوزاعي: "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول"، وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>