ذكرها الله تعالى في القرآن، وغضبه ورضاه، وقضاه وقدرته، من صفاته تعالى، بلا كيف، ولا يقال: غضبه عقابه، ولا رضاه ثوابه، انتهى.
ذكر قول الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، رضي الله عنه قال عبد الله بن نافع: قال مالك بن أنس: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه شيء، رواه عبد الله، بن الإمام أحمد. وروى أبو الشيخ الأصبهاني، وأبو بكر البيهقي، عن يحيى بن يحيى، قال: كنا عند مالك بن أنس، فجاءه رجل، فقال يا أبا عبد الله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه آية: ٥] كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا مبتدعا، فأمر به أن يخرج. وتقدم عن شيخه ربيعة، مثل هذا الكلام.
فقول ربيعة ومالك: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، موافق لقول الباقين: أمروها كما جاءت بلا كيف؛ فإنما نفوا الكيفية، ولم ينفوا حقيقة الصفة، ولو كان القوم آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه، على ما يليق بالله، لما قالوا: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ولما قالوا أمروها بلا كيف، فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما، بل مجهولا بمنْزلة حروف المعجم، وأيضا: فإنه لا يحتاج إلى نفي الكيفية إذا لم يفهم من اللفظ معنى،