للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد! فإني أنهاكم عن ذلك " ١.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قاتل الله إليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ٢. وفي رواية لمسلم: " لعن الله إليهود والنصارى " ٣ الحديث. وفي الصحيحين عن عائشة وابن عباس، رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: " لعن الله إليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ٤، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً؛ قوله: "خشي": تعليل لمنع إبراز قبره؛ فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق من فعله، وذلك لأن الفتنة بالصلاة عند القبور ومشابهة عباد الأوثان، أعظم من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وقد نهى عن الصلاة في هذه الأوقات، سداً لذريعة التشبه بالمشركين، التي لا تكاد تخطر ببال المصلي، فكيف بهذه الذريعة القريبة التي تدعو فاعلها إلى الشرك، الذي أصله التعظيم بما لم يشرع والغلو فيها. وقد أخرج الإمام أحمد،


١ مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٢) .
٢ البخاري: الصلاة (٤٣٧) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٠) , والنسائي: الجنائز (٢٠٤٧) , وأبو داود: الجنائز (٣٢٢٧) , وأحمد (٢/٢٤٦, ٢/٢٨٤, ٢/٣٦٦, ٢/٣٩٦, ٢/٤٥٣, ٢/٥١٨) .
٣ البخاري: الصلاة (٤٣٦) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٩) , والنسائي: المساجد (٧٠٣) والجنائز (٢٠٤٦) , وأحمد (١/٢١٨, ٦/٣٤, ٦/٨٠, ٦/١٢١, ٦/١٤٦, ٦/٢٢٨, ٦/٢٥٢, ٦/٢٥٥, ٦/٢٧٤, ٦/٢٧٥) , والدارمي: الصلاة (١٤٠٣) .
٤ البخاري: الصلاة (٤٣٦) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٩) , والنسائي: المساجد (٧٠٣) والجنائز (٢٠٤٦) , وأحمد (١/٢١٨, ٦/٣٤, ٦/٨٠, ٦/١٢١, ٦/١٤٦, ٦/٢٢٨, ٦/٢٥٢, ٦/٢٥٥, ٦/٢٧٤, ٦/٢٧٥) , والدارمي: الصلاة (١٤٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>