للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذبح لا يحصل إلا في الأعيان الجسمانية ذات الأرواح، فإذا كان يؤتى به على صورة كبش، كما ذكره الشارع، كيف كان صورته من قبل؟ وهل تحدث له روح عند ذلك؟

فأجاب: الذي ينبغي للمؤمن تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به من الأمور الغائبة، وإن لم يعلم كيفية ذلك، كما مدح سبحانه المؤمنين بذلك، بقوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ َالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة آية: ٣-٥] .

وقد مدح الله سبحانه أهل العلم بأنهم يقولون في المتشابه: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [سورة آل عمران آية: ٧] ، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما علمتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه " ١ إذا علمت ذلك فاعلم أن شراح الحديث ذكروا فيه أقوالا الله أعلم بصحتها; قال في فتح الباري لابن حجر العسقلاني: قوله صلى الله عليه وسلم:" إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت " ٢، وفي رواية: " يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح " ٣.

وذكر مقاتل، والكلبي في تفسيرهما، في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [سورة الملك آية: ٢] . قال: خلق الموت في صورة كبش، لا يمر على أحد إلا مات، وخلق الحياة في صورة فرس، لا تمر على أحد إلا حيي ;


١ أحمد (٢/١٨١) .
٢ البخاري: الرقاق (٦٥٤٨) , ومسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٥٠) , وأحمد (٢/١١٨ ,٢/١٢٠) .
٣ البخاري: تفسير القرآن (٤٧٣٠) , ومسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٩) , والترمذي: صفة الجنة (٢٥٥٨) , وأحمد (٣/٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>