للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعافها منك، فلك عندي وقارهم، وإكرامهم، وتوصيلهم إليك إن شاء الله.

ويا علي، يا ولدي، أذكرك الله والذي بعد الموت من الخير والشر، فإن الدنيا زائلة وزائل ما فيها من الخير والشر، والآخرة باقية وباق ما فيها من الخير والشر، ودين جدك - صلاة الله وسلامه عليه - فيه خير الدنيا والآخرة، قال جل جلاله في أهل طاعته: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} [سورة آل عمران آية: ١٤٨] .

وأنا أصف لك شيئا من الحال، فإن مبتدأ الأمر: رجل حاقدينه الناس، ومعادينه، واليوم دولته ما تقصر عن ألف مبندق ١ وعشرة آلاف فارس، وكل من تبين على هذا الحق بعداوة، كسره الله، وأزال دولته، وأرى فيه العجائب.

ويكون عندك معلوما: أن الشرائع والمحرمات، ما وقع بيننا وبين الناس فيها اختلاف، الذي عندنا زين عندهم زين، والذي عندنا شين عندهم شين، إلا أنا فضلناهم بفعل الزين، وغصب الرعايا عليه، وترك الشين، وتقويم الحدود، والتأديب على من فعله، وغالب عدواننا ما يفعلون الزين الذي ما ينكر، ولا ينكرون الشين الذي ينكر.

فالأصل الذي اختلفنا فيه التوحيد، والشرك، فنقول


١ أي: حامل سلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>