للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصنفات، وقال في بعض نظمه:

نفوس الورى إلا القليل ركونها ... إلى الغي لا يلفى لدين حنينها

فسل ربك التثبيت أي موحد ... فأنت على السمحاء باد يقينها

وغيرك في بيد الضلالة سائر ... وليس له إلا القبور يدينها

فعرف رحمه الله أن فعلهم عند القبور، هو دين لأرباب القبور.

والمقصود: أن الإمام فيصل بن تركي - وفقه الله وهداه وتولاه - ألقى الله في نفسه ما حصل من الفترة منكم وغيركم عن هذا الدين، والرغبة فيه والترغيب; فعزم على تجديد هذه الدعوة مخافة أن تدرس، لأن الله فتح على كثير من الناس الدنيا وكثرتها، والتنافس فيها هلاك، لأن بها تحصل الغفلة عن الدين، والإعراض عن دين المرسلين، وتكون المحبة لها، والبغض عليها; حتى إن بعض الناس، يقرب الرافضي وأمثاله لمصلحة دنياه، ولا يميز بين الخبيث والطيب لما أشرب من هواه الذي طبع على قلبه فأعماه وأصماه. فإن حصل منكم وأمثالكم قيام في هذا الدين، وسؤال العامة عن أصول الدين، وقراءة منكم وتدريس في كتب التوحيد، التي وجودها حجة عليكم، فهذا هو الواجب، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>