للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر، ومن أهل العبادة، حتى قلبوا حقيقته، وطائفة ظنت أن التوحيد نفي الصفات، وطائفة ظنت أنه الإقرار بتوحيد الربوبية.

ومنهم من أطال في تقرير هذا، وظن أنه بذلك قرر الوحدانية، وأن الألوهية: نفي القدرة على الاختراع، ونحو ذلك، ولم يعلم أن مشركي العرب مقرّون بذلك. وساق الأدلة، كقوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الآية [سورة يونس آية: ٣١] .

وقال شيخنا، شيح الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: من أعجب العجاب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغالب: ستة أصول، بينها الله تعالى بيانا واضحا للعوام، فوق ما يظن الظانون، ثم بعد ذلك غلط فيها أذكياء العالم، وعقلاء بني آدم، إلا أقل القليل.

الأصل الأول: إخلاص الدين لله وحده لا شريك له، وبيان ضده، الذي هو: الشرك بالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى، بكلام يفهمه أبلد العامة. ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار، أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين، والتقصير في حقهم، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين، واتباعهم. انتهى كلامه رحمه الله ١.


١ وتقدم في ص ١٧٢-١٧٤ ذكر هذه الأصول الستة.

<<  <  ج: ص:  >  >>