للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى يتكلم إذا شاء، وقول السائل: وأنها ١ كلامه القديم، هذا قول الكرامية، وأهل السنة لا يقولون هذا، بل يقولون: إنها وحيه، أوحاه إلى جبريل، وسمع كلام الرب تعالى وبلغه رسله، وكتب تعالى التوراة بيده، كما صح ذلك على ما يليق بجلاله، وهذا قول السلف والأئمة; وجميع ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم يثبتون ذلك، إثباتا بلا تأويل، وتنْزيها بلا تعطيل، فلا ينفون ما أثبته، ولا يثبتون ما نفاه.

وسئل عن حديث: " أنا مدينة العلم، وعلي بابها " ٢؟

فأجاب: الذي وقفنا عليه، من كلام أهل العلم: ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة، أن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات; وما علمت أن أحدا من العلماء خالف ابن الجوزي في ذلك; إلا أن الحاكم ذكره في المستدرك، وذكره لهذا الحديث مما عيب عليه.

وهذا الحديث يلزم عليه أن تكون السنن التي صدرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تصدر منه إلى علي، ومن علي إلى الصحابة; والواقع خلاف ذلك، فقد تلقى الصحابة رضي الله عنهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة علي، فمقل ومستكثر; وليس علي رضي الله عنه من المكثرين عنه، وقد سئل علي رضي الله عنه فقيل له: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: لا، إلا هذه الصحيفة، وفيها العقل; وهذا مما يبين


١ أي الآيات.
٢ الترمذي: المناقب (٣٧٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>