للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنكار; وأنه تغيير لدين الله; واستدلوا على ذلك بما يطول وصفه، من كتاب الله الواضح، ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم البين، لمن نور الله قلبه. والذين يجيزون ذلك، أو يوجبونه، يدلون بشبه واهية، لكن أكبر شبههم على الإطلاق: إنا لسنا من أهل ذلك، ولا نقدر عليه، ولا يقدر عليه إلا المجتهد; وإنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون.

ولأهل العلم في إبطال هذه الشبهة ما يحتمل مجلدا، ومن أوضحه قول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، [سورة التوبة آية: ٣١] . وقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بهذا الذي أنتم عليه اليوم، في الأصول، والفروع، لا أعلمهم يزيدون عليكم مثقال حبة خردل، بل يبين مصداق قوله: " حذو القذة بالقذة " ١ إلخ. وكذلك فسرها المفسرون، لا أعلم بينهم اختلافا، ومن أحسنه: ما قاله أبو العالية، أما إنهم لم يعبدوهم، ولو أمروهم بذلك ما أطاعوهم، ولكنهم وجدوا كتاب الله، فقالوا: لا نسبق علماءنا بشيء، ما أمرونا به ائتمرنا، وما نهونا عنه انتهينا.

وهذه رسالة لا تحتمل إقامة الدليل، ولا جوابا عما يدلي به المخالف، لكن أعرض عليه من نفسي الإنصاف والانقياد للحق، فإن أردتم الرد علي بعلم وعدل، فعندكم كتاب إعلام الموقعين، لابن القيم عند ابن فيروز في مشرفة ٢.


١ أحمد (٤/١٢٥) .
٢ اسم مكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>