للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل: أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو ويقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.

ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجئ، ومن زعم: أن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، فهو مرجئ. ومن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص، فقد قال بقول المرجئة. ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ. ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة فهو مرجئ. ومن زعم أن المعرفة تقع في القلب وإن لم يتكلم بها فهو مرجئ.

والقدر: خيره وشره قليله وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومره ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيئه، وأوله وآخره، من الله عز وجل، قضاء قضاه على عباده، وقدرا قدره عليهم، لا يعدو واحد منهم مشيئة الله، ولا يجاوزه قضاؤه، بل كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقعون فيما قدر عليهم؛ وهو عدل منه جل ثناؤه وعز شأنه.

والزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وأكل المال الحرام والشرك، والمعاصي: كلها بقضاء الله وقدر من الله من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجة، بل لله الحجة البالغة على خلقه: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [سورة الأنبياء آية: ٢٣] . وعلم الله ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم - من

<<  <  ج: ص:  >  >>