للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبليس ومن غيره، من لدن عصى الله تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة - المعصية، وخلقهم لها; وعلم الطاعة من أهل الطاعة، وخلقهم لها؛ فكل يعمل لما خلق له، وسائر إلى ما قضى عليه، لا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته، والله الفعال لما يريد.

ومن زعم أن الله سبحانه شاء لعباده الذين عصوه وتكبروا الخير والطاعة، وأن العباد شاؤوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله تعالى، وأي افتراء على الله أكبر من هذا؟ ومن زعم أن الزنى ليس بقدره، قيل له: أرأيت هذه المرأة، حملت من الزنا وجاءت بولد، هل شاء الله أن يخلق هذا الولد؟ وهل مضى في سابق علمه؟ فإن قال: لا، فقد زعم: أن مع الله خالقا؛ وهذا الشرك صراحا.

ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ليس بقضاء ولا قدر، فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره؛ وهذا صريح قول المجوسية، بل أكل رزقه الذي قضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله.

ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله عز وجل، فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله؛ وأي كفر أوضح من هذا؟! بل ذلك بقضاء الله عز وجل، وذلك عدل منه في

<<  <  ج: ص:  >  >>