للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناوله التوراة من يده إلى يده; ولم يزل الله عز وجل متكلما.

والرؤيا من الله، وهي حق إذا رأى صاحبها في منامه ما ليس أضغاثا، فقصها على عالم وصدق فيها، فأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح، ولم يحرف؛ فالرؤيا تأويلها حينئذ حق. وكانت الرؤيا من الأنبياء وحيا، فأي جاهل أجهل ممن يطعن في الرؤيا، ويزعم أنها ليست بشيء؟ وبلغني أن من قال هذا القول، لا يرى الاغتسال من الاحتلام، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رؤيا المؤمن كلام يكلم به الرب عبده، وقال: " إن الرؤيا من الله " ١.

وذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم، والكف عن ذكر مساويهم التي شجرت بينهم؛ فمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو واحدا منهم، أو تنقصه، أو طعن عليهم، أو عرض بغيبتهم، أو عاب أحدا منهم، فهو مبتدع، رافضي، خبيث، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا؛ بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة.

وأفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان بعد عمر، وعلي بعد عثمان؛ ووقف قوم على عثمان؛ وهم خلفاء راشدون، مهديون.

ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن


١ البخاري: التعبير (٧٠٠٥) , ومسلم: الرؤيا (٢٢٦١) , والترمذي: الرؤيا (٢٢٧٧) , وأبو داود: الأدب (٥٠٢١) , وابن ماجه: تعبير الرؤيا (٣٩٠٩) , وأحمد (٥/٢٩٦ ,٥/٣٠٤ ,٥/٣٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>