للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدخلهم في أهل السنة مداراة لهم، لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة، في بعض ما هم عليه.

(هل النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره، وهل يشفع للمشركين)

وسئل أيضا: الشيخ عبد الله أبا بطين: هل النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره؟

فأجاب: الله سبحانه وتعالى أخبر بحياة الشهداء، ولا شك أن الأنبياء أعلى رتبة من الشهداء، وأحق بهذا، وأنهم أحياء في قبورهم. ونحن نرى الشهداء رميما، وربما أكلتهم السباع، ومع ذلك هم: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} [سورة آل عمران آية: ١٦٩-١٧٠] ، فحياتهم حياة برزخية، الله أعلم بحقيقتها.

والنبي صلى الله عليه وسلم قد مات بنص القرآن والسنة، ومن شك في موته فهو كافر، وكثير من الناس خصوصا في هذه الأزمنة يدعون أنه صلى الله عليه وسلم حي كحياته لما كان على وجه الأرض بين أصحابه، وهذا غلط عظيم، فإن الله سبحانه أخبر بأنه ميت.

وهل جاء أثر صحيح أنه باعثه لنا في قبره كما كان قبل موته؟

وقد قام البرهان القاطع: أنه لا يبقى أحد حي، حين يقول الله سبحانه وتعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [سورة غافر آية: ١٦] ، فيكون صلى الله عليه وسلم قد مات ثم بعثه في قبره ثم مات، فيكون له ثلاث موتات، ولغيره موتتان. وقد قال أبو بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>