للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: ومن العلماء من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيه، ومن عصى دخل النار، وانكشف علم الله فيه. وهذا القول: يجمع بين الأدلة; وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة، المتعاضدة، الشاهد بعضها لبعض; وهذا القول: حكاه الأشعري عن أهل السنة، ثم رد قول من عارض ذلك بأن الآخرة ليست بدار تكليف، إلى أن قال: ولما كان الكلام في هذه المسألة يحتاج إلى دلائل صحيحة، وقد يتكلم فيها من لا علم عنده، كره جماعة من العلماء الكلام فيها، روي ذلك عن ابن عباس، وابن الحنفية، والقاسم بن محمد، وغيرهم.

قال: وليعلم: أن الخلاف في الولدان مخصوص بأولاد المشركين، فأما ولدان المسلمين والمؤمنين، فلا خلاف بين العلماء، حكاه القاضي أبو يعلى الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال: لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة، فأما ما ذكره ابن عبد البر: أنهم توقفوا في ذلك، وأن الولدان كلهم تحت المشيئة، وهو يشبه ما رسم مالك في موطئه في أبواب القدر، فهذا غريب جدا، وذكر القرطبي في التذكرة نحوه.

وقال أيضا: وأما الأحاديث التي فيها إطلاق الكفر على من فعل معصية، كقوله صلى الله عليه وسلم " قتال المؤمن كفر " ١،


١ النسائي: تحريم الدم (٤١١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>