للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: " كفر من تبرأ من نسبه "، ونحو ذلك، فهذا محمول عند العلماء على التغليظ، مع إجماع أهل السنة على أن نحو هذه الذنوب، لا تخرج من الإسلام; ويقال: كفر دون كفر; وكذلك لفظ الظلم، والفسق، ظلم دون ظلم، وفسق دون فسق. والأحاديث التي فيها تحريم الجنة على فاعل بعض الكبائر، فهذا على التشديد والتغليظ، لإجماع أهل السنة والجماعة أنه لا يبقى في النار أحد من أهل التوحيد، كما دلت على ذلك الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(معنى قول مؤلف الحموية: أما الذين وافقوه ببواطنهم وعجزوا عن إقامة الظواهر)

وسئل أيضا: الشيخ عبد الله أبا بطين: ما معنى قول مؤلف الحموية: أما الذين وافقوه ببواطنهم، وعجزوا عن إقامة الظواهر، أو الذين وافقوه بظواهرهم، وعجزوا عن تحقيق البواطن، أو الذين وافقوه ظاهرا وباطنا بحسب الإمكان، فلا بد للمنحرفين عن سنته، أن يعتقدوا فيهم نقصا يذمونهم به، ويسمونهم بأسماء مكذوبة، وإن اعتقدوا صدقها، كقول الرافضي: من لم يبغض أبا بكر وعمر، فقد أبغض عليا.

فأجاب: لما ذكر قبل ذلك: أن السنة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادا، واقتصادا، وقولا، وعملا، ثم ذكر التابعين له على بصيرة، الذين هم أولى الناس به، في المحيا والممات، باطنا وظاهرا، ثم ذكر الفريق الذين وافقوه ببواطنهم، وعجزوا عن إقامة الظواهر، فهم الذين وافقوه اعتقادا، وعجزوا عن إقامة القول، والعمل، كالدعوة

<<  <  ج: ص:  >  >>