للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذكره بما لا ينبغي له سبحانه، لحقيق أن تعظم شعائره، وتوقر أوامره وزواجره، وعصم عرضك بإيجاب الحد بقذفك، وعصم مالك بقطع يد مسلم في سرقته.

وأسقط شطر الصلاة في السفر لأجل مشقتك، وأقام مسح الخف مقام غسل الرجل، إشفاقا عليك من مشقة الخلع واللبس، وأباحك الميتة سدا لرمقك، وحفظا لصحتك، وزجرك عن مضارك بحد عاجل، ووعيد آجل، وخرق العوائد لأجلك، وأنزل الكتب إليك.

أيحسن لك مع هذا الإكرام، أن يراك على ما نهاك عنه منهمكا، ولما أمرك تاركا، وعلى ما زجرك مرتكبا، وعن داعيه معرضا، ولداعي عدوه فيك مطيعا؟ يعظ وهو هو; وتهمل أمره، وأنت أنت; حط رتبة عباده لأجلك، وأهبط إلى الأرض من امتنع من سجدة يسجدها لأبيك.

هل عاديت خادما طالت خدمته لك، لترك صلاة؟ هل نفيته من دارك للإخلال بفرض، أو لارتكاب نهي؟ فإن لم تعترف اعتراف العبد للموالي، فلا أقل من أن تقتضي نفسك للخالق سبحانه، اقتضاء المكافي المساوي; ما أفحش تلاعب الشيطان بالإنسان! بينا هو بحضرة الحق، وملائكة السماء سجود له، تترامى به الأحوال والجهالات، إلى أن يوجد ساجدا لصورة في حجر، أو لشجرة من الشجر، أو لشمس أو لقمر، أو لصورة ثور خار، أو لطائر صفر، ما

<<  <  ج: ص:  >  >>