وأنا ألزم عليكم: أنكم تحققون النظر، في عبارات "الإقناع"، وتقرؤونها قراءة تفهم، وتعرفون ما ذكر في هذا، وما ذكر في التشنيع علي من الأصدقاء؛ وإذا عرفتم ذلك، عرفتم شيئا من مذاهب الآباء، وفتنة الأهواء، وإذا تحققتم ذلك، وطالعتم الشروح والحواشي، فإذا أنا لم أفهمه، وله معنى آخر، فأرشدوني؛ وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا، لما يحب ويرضى؛ ولا يدخل خواطركم غلظة هذا الكلام، فالله سبحانه يعلم قصدي به، والسلام.
[رسالة الشيخ ابن عبد الوهاب إلى عبد الرحمن بن ربيعة في معنى التوحيد]
وله أيضا رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الر حيم
السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمد بن عبد الوهاب، إلى عبد الرحمن بن ربيعة، سلمه الله تعالى.
وبعد: وصل كتابك، تسأل عن مسائل كثيرة، وتذكر أن مرادك اتباع الحق; منها: مسألة التوحيد، ولا يخفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن، قال له:" إن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يوحدوا الله؛ فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات " ١ إلى آخره، فإذا كان الرجل لا يدعى إلى الصلوات الخمس، إلا بعدما يعرف التوحيد، وينقاد له، فكيف بمسائل جزئية، اختلف