للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كحجة ; ومن الناس من يجعل مقبرة الشيخ بمنْزلة عرفات، يسافرون إليها وقت الموسم، فيعرفون بها كما يعرف المسلمون بعرفات، كما يفعل هذا بالمشرق والمغرب.

ومنهم: من يجعل السفر إلى المشهد والقبر الذي يعظمه، أفضل من الحج؛ ويقول أحد المريدين، للآخر- وقد حج سبع حجج إلى بيت الله العتيق-:أتبيعني زيارة قبر الشيخ بالحجج السبع؟ فشاور الشيخ، فقالوا: لو بعته كنت مغلوبا. ومنهم من يقول: من طاف بقبر الشيخ سبعا، كان كحجة، ومنهم من يقول: زيارة المغارة الفلانية ثلاث مرات كحجة. ومنهم من يحكي عن الشيخ الميت، أنه قال: كل خطوة إلى قبري كحجة، ويوم القيامة لا أبيع بحجة؛ وأنكر بعض الناس ذلك. فتمثل له الشيطان بصورة الشيخ في منامه، وزجره على إنكار ذلك، وهؤلاء وأمثالهم: صلاتهم، ونسكهم لغير الله رب العالمين، فليسوا على ملة الحنفاء.

وليسوا من عمار مساجد الله، الذين قال الله فيهم: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} ١، فعمار مساجد الله لا يخشون إلا الله.


١ سورة التوبة آية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>