للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم، لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد من علماء الحديث.

وبسبب هذا وأمثاله، ظهر مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ". وهؤلاء الغلاة المشركون، إذا حصل لأحدهم مطلوبه، ولو من كافر، لم يقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم، بل يطلب حاجته من حيث يظن أنها تقضى.

فتارة يذهب إلى ما يظنه قبر رجل صالح، ويكون فيه قبر كافر أو منافق، وتارة يعلم أنه كافر، أو منافق، ويذهب إليه، كما يذهب قوم إلى كنيسة، أو إلى موضع، يقال لهم: إنها تقبل النذر؛ فهذا يقع فيه عامتهم، وأما الأول فيقع فيه خاصتهم.

حتى إن بعض أصحابنا، المباشرين لقضاء القضاة، لما بلغه أني أنهى عن ذلك، صار عنده من ذلك شبهة ووسواس، لما يعتقده من الحق فيما أذكره، ولما عنده من المعارضة، لذلك قال لبعض أصحابنا سرا: أنا جربت إجابة الدعاء عند قبر بالقرافة، فقال له ذلك الرجل: فأنا أذهب معك إليه، لنعرف من هو قبره، فذهب إليه، فوجد مكتوبا عليه "عبد علي" فعرفوا: أنه إما رافضي، أو إسماعيلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>