للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بالبلد جماعة كثيرون، يظنون فى العبيديين أنهم أولياء الله الصالحون، فلما ذكرت لهم أن هؤلاء كانوا منافقين زنادقة، وخيار من فيهم الرافضة، جعلوا يتعجبون ويقولون: نحن نذهب بالفرس التي فيها مغل إلى قبورهم فتشفى عند قبورهم، فقلت لهم: هذا من أعظم الأدلة على كفرهم.

وطلبت طائفة من سياس الخيل، فقلت: أنتم بالشام ومصر، إذا أصاب الخيل المغل أين تذهبون بها؟ فقالوا: في الشام نذهب بها إلى قبور اليهود والنصارى، وإذا كنا بأرض الشمال، نذهب بها إلى القبور التي ببلاد الإسماعيلية، كالعليقة والمنيقة ونحوهما، وأما في مصر، فنذهب بها إلى دير هناك للنصارى، ونذهب بها إلى قبور هؤلاء الأشراف، وهم يظنون: أن العبيديين أشراف، لما أظهروا أنهم من أهل البيت.

فقلت: هلا تذهبون إلى قبور صالحي المسلمين، مثل الليث بن سعد، والشافعي، وابن القاسم، ونفيسة، وغير هؤلاء، فقالوا: لا; فقلت لأولئك: اسمعوا، إنما يذهبون بها إلى قبور الكفار، والمنافقين، وبينت لهم سبب ذلك، فقلت: لأن هؤلاء يعذبون في قبورهم، والبهائم تسمع أصواتهم، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح، فإذا سمعت ذلك فزعت؛ فبسبب الرعب الذي يحصل لها،

<<  <  ج: ص:  >  >>