للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكن من أحاديث بقية على تقية; وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، ومحمد بن أبي ليلى ضعيف عند أهل الحديث، كان يحيى القطان يضعفه؛ قال أحمد بن حنبل: سيء الحفظ، مضطرب الحديث، في حديثه اضطراب.

إذا علمت ذلك، فاعلم ألهمك الله للصواب، وأزال عن قلبك ظلم الشك والارتياب أن الذي عليه المحققون من العلماء، أن أهل البدع كالخوارج والمرجئة والقدرية والرافضة ونحوهم، لا يكفرون، وذلك لأن الكفر لا يكون، إلا بإنكار ما علم من الدين بالضرورة.

وأما الجهمية: فالمشهور من مذهب أحمد، وعامة أئمة أهل السنة تكفيرهم؛ فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل، من الكتاب والسنة، وحقيقة قولهم: جحود الصانع، وجحود ما أخبر به عن نفسه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، بل وجميع الرسل.

ولهذا قال عبد الله بن المبارك: "إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية"، وبهذا كفروا من يقول: إن القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، وأن الله ليس على العرش، وأنه ليس له علم، ولا قدرة، ولا رحمة، ولا غضب، ولا غير ذلك من صفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>