للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يزجره عن ذلك، فلا خلاف فيه.

[الاستغاثة بالمخلوق]

وسئل: هل يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله؟

فأجاب: لا يجوز ذلك، ومن اعتقد حله فقد كفر، وهو من أعظم المنكرات، ويجب على كل مسلم الإنكار على من فعل ذلك؛ ولا يستريب في هذا من له أدنى علم.

وقال أيضا: وأما المبحث الثاني عمن كان يستغيث بالمخلوق عند الشدائد، بالنداء والدعاء، ويستغيث ويتوسل، ويتوجه بنبيه صلى الله عليه وسلم أو بالصالحين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أدعية الصباح: " أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقيلني في هذه الغداة "،مع الحديث الآخر: " إن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال ادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى، اللهم فشفعة فيّ " ١: فهذان الحديثان مصرحان بالتوسل والتوجه والدعاء، والتشفع والنداء.

وأما حكم من فعل ذلك، وهو غير قاصد للشرك،


١ الترمذي: الدعوات (٣٥٧٨) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٨٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>