للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن قتيبة في مختلف الحديث: إنما أمرهم من التحول منها، لأنهم كانوا مقيمين فيها، على استثقال لظلها، واستخباث بما نالهم فيها، فأمرهم بالتحول، وقد جعل الله في غرائز الناس وتركيبهم استثقال ما نالهم فيه السوء، إن كان لا سبب له في ذلك، وحب من جرى على يديه الخير لهم وإن لم يردهم به؛ وكيف يتطير صلى الله عليه وسلم والطيرة من الجبت؟ انتهى.

فالواجب على من نصح نفسه: عدم الالتفات إلى شيء من هذه التخيلات الباطلة والأوهام الكاذبة، والاشتغال عنها بما يدفع البلاء من الدعاء والذكر، والصدقة، والتوكل على الله، والإيمان بقضائه وقدره، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وقول ما ورد، ومنه: " اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك" ١ فإذا قال ذلك لم يضره شيء، وأما إذا استرسل معها، وفتح على نفسه باب الوساوس في هذه الأمور، أو همه الشيطان وألقى في نفسه منها ما يفسد عليه دينه وينكد عليه عيشته، وربما وقع به ما يحذره، عقوبة له. والله أعلم وصلى الله على محمد.


١ أبو داود: الطب (٣٩١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>