للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البئر؟

الجواب: إنه لا يعلم على وجه الأرض قبر معروف، من قبور الأنبياء، لا هود ولا غيره، ومن زعم ذلك فهو مفتر ضال، ولا يعرف إلا قبر محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهذه المغارات، والقبور التي تنسب إلى الأنبياء، كلها كذب وافتراء، والماء الذي يزعمون حول قبر هود، وأن من اغتسل منه فهو مغفور له، من أعظم الكذب والزور الذي يروجون به على خفافيش البصائر.

وأما "البئر المعطلة" فالله سبحانه أخبر أنها هي والقصر المشيد آثار من مضى، ذكرها الله للاعتبار، وأن الله أفناهم، وأبقى آثارهم عبرة؛ وأما معنى الآية، فقال البغوي رحمه الله في تفسيره: قوله تعالى: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} ١ يعني: من بئر معطلة متروكة، مخلاة عن أهلها، وقوله: {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} ٢: قال قتادة والضحاك ومقاتل: رفيع طويل، من قولهم: شاد بناءه إذا رفعه; وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء: مجصص من الشيد، وهو الجص.

وقيل: إن البئر المعطلة والقصر المشيد باليمن؛ أما القصر فعلى قمة جبل، والبئر في سفحه، ولكل واحد منهما قوم كانوا في نعمة، فكفروا فأهلكهم الله، فبقي البئر والقصر خاليين.


١ سورة الحج آية: ٤٥.
٢ سورة الحج آية: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>