للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الدعاء المأثور عنه صلى الله عليه وسلم: "اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منْزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها. أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين وأغنني من الفقر " ١.

وكذلك الدعاء الذي علمه النبى صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه: "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم " ٢.

وفي الموطأ عن كعب الأحبار، قال: كلمات أحفظها من التوراة - لولاها لجعلتني يهود حمارا -: أعوذ بوجه الله العظيم، الذي لا شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى، ما علمت منها وما لم أعلم، وشر ما خلق وذرأ وبرأ.

فشرع سبحانه لعباده الاستعاذة به، والالتجاء إليه، والاعتصام به، والفزع إليه عند المخاوف والشرور، والرغبة إليه في دفع كل محذور، عكس ما كان عليه جهلة المشركين، من أهل الجاهلية الأولين، ومن سلك سبيلهم، ممن اتخذ الولائج من دون الله، من الأولياء والصالحين


١ مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧١٣) , والترمذي: الدعوات (٣٤٠٠ ,٣٤٨١) , وأبو داود: الأدب (٥٠٥١) , وابن ماجه: الدعاء (٣٨٣١) , وأحمد (٢/٣٨١ ,٢/٤٠٤ ,٢/٥٣٦) .
٢ الترمذي: الدعوات (٣٥٢٩) , وأحمد (٢/١٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>