للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تولاه امرؤ دون الورى ... طرا تولاه العظيم الشان

فبالاعتصام بالله والاعتماد عليه، وإنزال الحوائج به دون غيره، يبطل كيد الكائدين، ويندفع عدوان المعتدين، وشر الحاسدين، من الإنس والجن والشياطين؛ وأما العدول عن ذلك، إلى التجاء إلى الجن، والذبح لهم، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله، كما عرفت مما تقدم في هذا الجواب، وفاعل ذلك مشرك، خارج عن الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

والذبيحة على هذا الوجه حرام، لا يباح لمسلم أكلها، وإن ذكر اسم الله عليها، لأنها مما أهل به لغير الله، كذبائح الكفار التي يذبحونها للأصنام، والشمس والكواكب.

قال شيخ الإسلام، رحمه الله في قوله: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} ١ مثل أن يقول: هذا ذبيحة لكذا، وإن كان هذا هو المقصود، فسواء لفظ به أو لم يلفظ؛ وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبحه للحم، وقال فيه باسم المسيح، أو نحوه، كما أن ما ذبحناه متقربين به إلى الله، كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم، وقلنا عليه باسم الله; فإذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح، أو الزهرة، فلأن يحرم ما قيل فيه لأجل المسيح، أو الزهرة، أو قصد به ذلك، أولى; فإن العبادة لغير الله أعظم كفرا من


١ سورة البقرة آية: ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>