للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرائع، وعبد الله فيها في عهد الصحابة، رضي الله عنهم، وبعدهم، ونفر كثير منهم مع خالد بن الوليد، لقتال العجم، فقاتلوا مع المسلمين.

فنال تلك البلاد من الفضل، ما نال غيرها من بلاد أهل الإسلام، على أنها تفضل على كثير من البلاد بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو بمكة لأصحابه: " أريت دار هجرتكم "١، فوصفها، ثم قال: " فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو يثرب " ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق، وكفى بهذا فضلا لليمامة، وشرفا لها على غيرها.

فإن ذهاب وهله صلى الله عليه وسلم في رؤياه إليها، لا بد أن يكون له أثر في الخير يظهر، فظهر ذلك الفضل - بحمد الله - في القرن الثاني عشر، فقام الداعي يدعو الناس إلى ما دعت إليه الرسل، من إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، وإقامة الفرائض، والعمل بالواجبات، والنهي عن مواقعة المحرمات. وظهر فيها الإسلام أعظم من ظهوره في غيرها في هذه الأزمان، ولولا ذلك ما سب هؤلاء نجدا واليمامة بمسيلمة.

إذا عرف ذلك، فليعلم أن مسيلمة وبني حنيفة إنما كفروا بجحودهم بعض آية من كتاب الله جهلا وعنادا; وهذا المعترض وأمثاله جحدوا حقيقة ما بعث الله به رسله


١ أحمد (٦/١٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>